هذا المقال نقلا عن جريدة المصرى اليوم بقلم الأستاذ أحمد المسلمانى و هذا للأمانة العلمية ليس الا
متحف «هولوكوست» فلسطين
بقلم أحمد المسلمانى ١٠/٣/٢٠٠٨
أشعر بالتقدير والعرفان للفضل الكبير الذى تكرم به نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، فقد أراحنا الرجل من جهد كبير فى توصيف حالة الحرب فى فلسطين. وقال: إن إسرائيل جاهزة لـ«هولوكوست» فى غزة.
*بعد الشكر والتقدير.. فقد أطلقنا فى «برنامج الطبعة الأولي» على قناة دريم مبادرة لبناء «متحف هولوكوست فلسطين فى رام الله».. وهنا أوجز المبادرة فى التالي:
١- كلمة «هولوكوست» تشير إلى قيام نظام هتلر فى ألمانيا بحرق ملايين اليهود فى أفران الغاز فى إطار عملية إبادة جماعية، قبيل وأثناء الحرب العالمية الثانية.
٢- أصبحت الكلمة ذات دلالات مؤثرة للغاية فى الضمير العالمى بفعل الدعاية اليهودية القوية.
٣- سواء كان العدد الذى قام هتلر بحرقه من اليهود ستة أشخاص أو ستة ملايين، فليس من الحكمة أن تكون قضية العالمين العربى والإسلامى هى إنكار هذه المحارق أو الجدل فى أعدادها، أو حتى التأكيد على أن أمماً وشعوباً أخرى قد عانت مثلما عانى اليهود من جرائم هتلر.
٤- إن «الهولوكوست» هى جريمة يقع الجانى والمجنى عليه فيها خارج الحضارة العربية الإسلامية، فالجناة من الحضارة المسيحية الغربية والمجنى عليهم من الحضارة اليهودية الغربية.. ولا دخل للمشروع الأخلاقى العربى الإسلامى بما جري، من قريب أو بعيد، وظنى أننا بددنا جهداً طويلاً فى التقليل من بشاعة مجرم حرب لا مثيل له مثل هتلر من أجل الانتقام النفسى من إسرائيل.
٥- كانت هذه معركة مستحيلة، ذلك أن هتلر لا يمكن التقليل من جرائمه، وأن الإعلام الإسرائيلى حول العالم أقوى من مواجهته، وأن المزاج الأوروبى الأمريكى كان مؤهلاً لمزيد من الشعور بالذنب من جراء ما جري، فضلاً عن أن هتلر كان معادياً للعرب والمسلمين بمثل معاداته لليهود، وأن النازيين الجدد الذين يكرهون اليهود يكرهوننا فى الوقت نفسه سواء بسواء.
٦- الحاصل إذن.. أننا نخسر فى الحالتين، فى حالة إذا تمكنت إسرائيل من حصار النازية القديمة والجديدة لصالح كل مقولات الهولوكوست، وفى حالة نجاح النازية التى ستأتى على معادة اليهود والعرب والمسلمين فى جريمة شاملة وعادلة.. تنال من الطرفين بما تستطيع.
٧- إذا كان الأمر كذلك، وإذا كانت إسرائيل، ومن حولها العالم كله، قد نجحت فى ترسيخ «الهولوكوست» بهذا المعنى وكانت نتائجه على ما نرى من دعم وتعاطف كامل مع إسرائيل.. فما المنطق إذن؟
٨- المنطق السليم - فى تقديرى - هو سرقة المصطلح، والسطو على جهد الإعلام الإسرائيلى والغربى ستين عاماً فى لمحة ذكاء واحدة. سنقول ببساطة: ونحن أيضاً لدينا هولوكوست.. إن إسرائيل ترتكب هولوكوست القرن الواحد والعشرين ضد فلسطين، بمثل ما ارتكب هتلر هولوكوست القرن العشرين ضد اليهود.
٩- قبل شهر واحد كان ذلك صعباً للغاية، وكان العالم سيرانا نبالغ فيما يقع لنا من جرائم حرب ترتكبها إسرائيل منذ ظهرت. أما الآن فقد كفانا المسؤول الإسرائيلى جهد القتال.
١٠- زارتنا الباحثة الأستاذة داليا يوسف، مديرة تحرير قسم مسلمى أوروبا فى موقع «إسلام أون لاين. نت» وقالت لنا إنها تفكر فى تأسيس موقع إلكترونى بعنوان «متحف هولوكوست فلسطين»، وقلنا لها إن مبادرتنا فى «برنامج الطبعة الأولي» تهدف إلى تشييد مبنى يكون متحفاً لهولوكوست فلسطين.. يكون موقعه فى رام الله.
١١- يكفى لهذا المتحف ألف متر مربع، وسندعو المهندسين المصريين للتطوع برسومه، ونبحث لاحقاً فى تبرعات لتشييده، ثم نضع بعدها قواعد الزيارة ومراسم وضع أكاليل الزهور من قبل زوار الرئاسة الفلسطينية، الذين إذا زاروا نجح المتحف بلفت نظرهم، وإذا امتنعوا نجح الإعلام فى لفت أنظار الجميع.. إن ثمة مسؤولاً رفض أن يضع وردة على قبر طفل قتله الجيش الإسرائيلي.